(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ الَيْنَا لَاتُرْجَعُون) (١)
القيامة تهب الحياة نكهتها
لا شك أنّ للإيمان بالقيامة والبعث آثاره في شكل الحياة البشرية ، ولو لم تكن هناك من حياة بعد الموت لكانت الحياة في هذا العالم جوفاء وتافهة لا قيمة لها.
كان صوت حركة الماء المنحدر بسرعة على الأحجاز المبعثرة في جرف النهر والذي يتخذ أشكالاً حلزونية حول الأشجار كصوت وقع الأقدام المعروفة التي تداعب قلبي ومشاعري فأشعر بالسكينة والاستقرار ، كانت لحظات ثمينة بالنسبة لي سيما أنّها كانت فرص نادرة ، ولعلي سمعت كراراً من الكبار ذلك البيت الذي أنشده الشاعر المعروف حافظ الشيرازي حين تقع أعينهم على عيون المياه الجارية والينابيع والأنهار والذي يخاطب فيه نفسه : أن إجلس على حافة النهر وانظر تصرم العمر وكأنّه يوحي إلينا بالاكتفاء بهذه البشارة حول نهاية العالم ـ فكانت هذه الكلمات بمثابة نسيم الربيع المعتدل الذي يهب على شغاف قلبي ، فرأيتني أكرر تلك الكلمات مع
__________________
(١) سورة المؤمنون ، الآية ١١٥