خَلْقٍ جَديدٍ* افَتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً امْ بِهِ جِنَّة) (١)
نعم كان الإعتقاد بعالم الآخرة وبعث الموتى ووقوفهم للحساب آنذاك هو نوع من أنواع الجنون أو توجيه التهمة لله سبحانه ، كما أن إنبثاق الحياة من المادة الصماء التي لاروح فيها هو الآخر كان يمثل أمراً جنونياً لايمكن تصوره ، وبالطبع لايبدو هذا النمط من التفكير مستغرباً من أولئك الأفراد ممن يعيشون في «ضلال مبين» ولم يشموا لسنوات مديدة نسيم العلم والمعرفة.
إلّاأنّ الطريف ماينبغي معرفته من القيامة التي أحدثها القرآن الكريم بشأن مسألة يوم القيامة ، حيث إعتمد الأدلة اللطيفة والأمثال الرائعة والمنطق السهل والممتنع الذي يجتمع عليه عوام الناس ممن لاحظ لهم من معرفة وعلمائهم ومفكريهم.
ولعلك لا تشاهد صفحة من القرآن خلت من ذكر عالم الآخرة والحياة بعد الموت والمسائل ذات الصلة ، وهذا بدوره يوضح الأهمية التي أولاها القرآن لهذه المسألة المهمّة.
وبصورة عامة يمكن تقسيم آيات القيامة من حيث الدليل والبرهان إلى سبعة طوائف بحيث تفتح كل طائفة بدورها نافذة على هذه المسألة الكبرى المهمّة وتعد طريقاً واضحاً ومطمئناً.
* * *
الطريق الأول : التذكير بالخلق الأول
(أَفَعَيِينَا بِالْخَلقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ في لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) (٢)
__________________
(١) سورة سبأ ، الآية ٧ ـ ٨.
(٢) سورة ق ، الأية ١٥.