فصورنا الذهنية صغيرة جدّاً وقد صغرت بمقاييس معيّنة فإن كبّرناها بتلك النسبة حصلنا على الصورة الواقعية ، ومن المسلّم به أنّ لخلايا الدماغ القدرة على إستيعاب هذه الصور الصغيرة في خلايا (عليك بالدقّة).
* * *
جواب
القضية المهمّة هنا هي أنّ المايكروفيلم عادة مايكبّر بواسطة البروجكتر فينعكس على شاشة ، والعدد الذي يكتب تحت الخرائط الجغرافية فهو يساعدنا على ضرب الخارطة به لنتصور الخارطة الكبيرة الواقعية في أذهاننا ، والسؤال الذي يطرح نفسه أين تلك شاشة الكبيرة التي ينعكس عليها مايكروفيلم ذهننا؟ هل هذه الشاشة الكبيرة هي خلايا الدماغ؟ قطعاً لا ، وتلك الخارطة الجغرافية الصغيرة التي نضربها في عدد كبير ونبدلها إلى خارطة عظيمة لابدّ أن يكون لها موضع ، فهل يمكن أن يكون الخلايا الدماغية الصغيرة.
بعبارة أوضح : في مثال المايكروفيلم والخارطة الجغرافية فالموجود في الخارج هو تلك الأقلام والخرائط الصغيرة جدّاً ، إلّاأنّ صورنا الذهنية ليست كذلك ، فهذه الصور بالضبط بقدر الوجود الخارجي لها ، وقطعاً تحتاج إلى محل بقدرها ، ونعلم أنّ خلايا دماغنا أصغر من أن يمكنها عكسها وهي بتلك العظمة.
وخلاصة الكلام : إنّنا نتصور هذه الصور الذهنية بذلك الكبر التي هي عليه في الخارج ولايمكن لهذا التصوير والتصور العظيم أن ينعكس في خلية صغيرة ، وبناءاً على هذا فهي بحاجة إلى محل غير ذلك ، ومن هنا نقف