وكذلك تدبير الله في إبقاء روح الكافر بعد هلاك بدنه لما في بقاء روحه عليه من الحسرة والبلاء بما يعاين ويوقن ويبلغه من أخبار الملائكة بما أعدّ الله له من الجحيم والأغلال والسّعير وشرب الحميم وما يصير إليه من العذاب الأليم ، فروحه في خزي وبلاء حتى ينفخ في الصور فيحقّ بهذا الروح ما حقّ بغيره من الفوت ويواقعه ما واقع جسمه من الموت.
ثم ينفخ النفخة الثانية من بعد موت كل شيء وهلاك كل حي ما خلا الواحد الفرد الصّمد المميت الذي لا يموت المحيي الذي لا يخشى من شيء فوتا.
ولو كانت الأرواح تموت مع موت الأبدان لكان في ذلك فرح وراحة للكفّار وغفلة وفرحة للأشرار ، ولكان ذلك غمّا وكآبة على المؤمنين ونقصانا وتضعضعا لسرور الصالحين ، فافهم ثاقب حكمة الله وتدبيره. انتهى وقال المؤيد بالله عليهالسلام الروح والهوى جسمان لطيفان والعقل عرض.
قلت ويؤيّد هذا ما روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) «ما من مؤمن يمرّ بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلّا عرفه وردّ عليه» وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم «تعرض أعمالكم على الموتى فإن رأوا حسنة فرحوا بها واستبشروا وقالوا : اللهمّ إنّ هذه بمنّك على عبدك فأتمّها عليه ، وإن رأوا سوءا قالوا : اللهم راجع به».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «إن الميت ليعرف من يحمله ومن يغسّله ومن يدلّيه في حفرته».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن الميت إذا وضع في قبره ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا» وغير ذلك مما يؤيّد هذا المعنى كثير ، وقد بسطت كلام الأئمة عليهمالسلام في هذا الموضع في الشرح.
__________________
(١) () أنه قال.