[خلافة المعتصم]
وكان أول من بايع المعتصم : العبّاس بن المأمون.
[ما ذكره المسبّحي عن المحنة في مصر]
قال محمد بن عبيد الله المسبّحي في «تاريخ مصر» : كتب المعتصم إلى نائبة على مصر كندر (١) ، وإلى قاضي مصر هارون بن عبد الله الزّهريّ كتابا بخطّ الفضل بن مروان يمتحن فيه الناس بخلق القرآن. فأحضرهم القاضي هارون ، فأجاب عامّة الشهود وأكثر الفقهاء ، إلّا من هرب منهم. وكان هارون إذا شهد عنده عدلان سألهما عن القرآن ، فإن أقرّا أنّه مخلوق قبلهما ؛ وأخذ بذلك المؤذّنون والمحدّثون. وأقرّ المعلّمون أنّ تعلّمه الصّبيان كتعليم القرآن ، يعني القول بخلق القرآن. وبقيت المحنة إلى أن ولى الخلافة المتوكّل سنة اثنتين وثلاثين (٢).
[الوباء والغلاء بمصر]
وفيها وقع الوباء العظيم بمصر ، فمات أكثرهم ، وغلا السّعر هذه السنة وبعض سنة تسع عشرة.
قال : ولم تبق دار ولا قرية إلّا مات أكثر أهلها. ولم يبق بمصر رئيس ولا شريف مشهور. وولّت الدنيا عمّن بقي من أولادهم ، وركبهم الذّلّ ، وجفاهم
__________________
= ٢ / ٤٦٩ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٥٠ ، ومروج الذهب ٤ / ٤٥ ، والتنبيه والإشراف ٣٠٤ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٧٧ ، وولاة مصر للكندي ٢١٧ ، والولاة والقضاة له ١٩٣ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٠٣ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٤٩ ، والبدء والتاريخ ٦ / ١١٣ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٤٣١ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٢١ ، وتاريخ مختصر الدول ١٣٥ ، وتاريخ الزمان ٢٨ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١٣٦ ، والعقد الفريد ٥ / ١١٩ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٣٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٣١ ، ٣٢ ، والفخري ٢٢٠ ، والبداية والنهاية ١٠ ، ٢٧٤ ، ودول الإسلام ١ / ١٣٢ ، ومرآة الجنان ٢ / ٧٧ ، و ٧٨ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢١٠ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٢٧ ، وتاريخ الخلفاء ٣١٣.
(١) هكذا في الأصل ، وفي ولاة مصر للكندي ٢١٧ ، والولاة والقضاة له ١٩٣ : «كيدر» بالياء المثنّاة من تحت.
(٢) ولاة مصر ٢١٧ ، الولاة والقضاة ١٩٣ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢١٨.