انتقل منه إلى نفس الإنسان الموصوفة بالخلق الذميم إلى حيوان يناسب خلقه رداءة ورذالة وخباثة ، فخلق الحرص والشره يناسب الخنزير والنملة لاشتراكهما في خلق الحرص ، وان اختلفا فيه شدة وضعفا ، وخلق السرقة يناسب الفأرة وهكذا انتهى ملخصا وموضحا».
وعلى رأي هؤلاء لا يكون في الإنسان من هو سعيد وكامل إلّا القليل جدا ، بل غالب أفراده تكون في شقاء تنتقل نفوسهم إلى أبدان حيوانات تناسب حقائقها أخلاقهم الذميمة ، ويكون التناسخ عندهم في الأغلب نزوليا من النفس الإنسانية إلى النفس الحيوانية وأبدان البهائم الشرسة والهيئات الظلمانية ، والحيوانات الصامتة التي تنتقل نفس الإنسان إلى أبدانها هي عندهم الجحيم وعالم العناصر ، والذي يكون سعيدا وكاملا وترتقي نفسه إلى الملكوت الأعلى قليل جدا عندهم.
ويلزم أيضا على رأيهم أن يتصل وقت فساد البدن الذي كانت فيه بوقت وجود البدن الحيواني الصامت ، ففي آن خروج الروح من البدن يوجد ذلك البدن الحيواني المناسب لخلق النفس وتنتقل إليه من الإنسان بلا تعطيل ، فالإنسان بموته يحل في بدن كلب أو خنزير أو فأرة أو حمار أو بغل ، أو نملة أو نمر أو أسد وهكذا