الفلاسفة القائلين بالتناسخ وغيرهم ، ولا سيما وأنه قد ورد في هذا الكتاب من العبائر الدالة على أن الله تعالى جسم ـ والعياذ بالله ، راجع الباب الأول منه ـ وما فيه من تفسير الآيات القرآنية على غير وجهها ، فإن ذلك كله يقضي بعدم صحة نسبة ما فيه من الروايات إلى الإمام الصادق (ع) ، لبراءته مما قيل فيه من القول بالتجسيم ، فإنه لديه (ع) موجب للكفر.
وقد ورد عنهم أن أفلاطون في جدولهم النوراني بمنزلة محمد المصطفى (ص) ، وأرجو أن لا يكون الآن من يعتقد بهذه العقيدة ، وأن يتنبه الناس ويتبصروا ويفكروا في طريق الصواب فإنه واضح لمن تدبر ، وأن يفكروا في قبح تنزيل أفلاطون منزلة النبي الأعظم (ص) الذي هو أفضل جميع مخلوقات الله تعالى في كل النواحي وأني لمثل أفلاطون أن يضاهي من هو دون النبي (ص) أليس هذا التشبيه والتنزيل من الكفر؟ وكيف غفل عنه القائل بهذه المقالة إن كان مسلما.
٤ ـ موقف الفخر الرازي من التناسخ :
لقد قال الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب (١)
__________________
(١) ج ٤ ، ط المطبعة الشرقية بمصر ، الطبعة الأولى ١٣٠٨ ه.