إلى آخر ما يترتب على قولهم من الخرافات التي لا يقبلها العقل فضلا عن الشرائع المقدسة ، ودعاواهم هذه باطلة فتكون دعوى التناسخ باطلة كما سنوقفك على أدلة بطلانها.
ومن الذي أطلع على هذا الانتقال والتولد الحيواني ، ومن الذي عرف هذا التولد؟ ومن الذي رأى نفس الإنسان يخرج إلى هذا الوجود حيوانا كلبا أو خنزيرا أو غيرهما؟ على قولهم هذا تخرج النفس من بدن الإنسان وتدخل فورا إلى ما في بطن أم الحمار من حمل ثم يولد فورا حمارا أو يبقى في بطنها حمارا حتى يأتي موعد ولادتها فيخرج حمارا له نفس حمار ونفس إنسان ، لأنه على مقتضى دعواهم كان قبل ولوج نفس الإنسان فيه ذا نفس حمارية أو تغلب النفس الحمارية النفس الإنسانية فيكون حمارا محضا ، وهكذا إلى آخر ما يلزم قولهم من الخرافات والبدع والأفكار السخيفة.
ومن العجب كيف صار أهل هذا القول فلاسفة ، وكيف نسج على منوالهم بعض من يتسم بسمة الإسلام ، وانخدع بأقوالهم من تبعهم عليها غفلة أو قصورا أو تقصيرا عن النظر في أن العقل البشري الذي هو أعظم هبة من الله للإنسان ، ولا يقبل ذلك إلّا من