خامسا : «التناسخ الباطل لا يكون
في البرزخ ولا في الآخرة»
قد يتوهم أن التناسخ الذي أبطلناه ، يكون في البرزخ والآخرة وفي المعاد الجسماني ولذا قيل : ما من مذهب إلّا وللتناسخ فيه قدم راسخ ، وقد انكر القائلون بالتناسخ المعاد ، كما أنكر بعض الناس المعاد الجسماني لأنه يلزم منه التناسخ الباطل.
وكل ذلك توهم باطل لا يثبت أمام البحث والدليل ، فإن الأدلة من الآيات وغيرها قائمة على ثبوت المعاد الجسماني (١) ، ولا يلزم منه التناسخ ، لأن التناسخ كما ذكرنا سابقا هو انتقال النفس بعد خروجها من بدنها إلى بدن آخر ، والنفس إذا رجعت إلى الجسم في البرزخ أو في الآخرة لا تعود إلى بدن آخر ، بل إلى بدنها الذي خرجت منه بالموت ، فلها بعد
__________________
(١) راجع الآيات الدالة عليه في القرآن ، وقد جمع شتاتها في البحار ج ٣ في ص ١٦٥ وما بعدها ط حجري.