أو تنتقل إلى بدن حيواني كالبهائم وغيرها كما في الناقصين من الناس والأشقياء على طبقاتهم.
وهذا النوع الأخير من التناسخ النزولي ينسب إلى (يوزاسف) ومن قبله من حكماء بابل وفارس (١) وتظهر نسبته إلى غيرهم من ملاحظة ما ذكرناه آنفا من أقوال القائلين بالتناسخ ، وقد تقدم نقل كلام ابن حزم في تفصيل الفرق بين القائلين بالتناسخ ، وأن بعض الدهريين يقول بأن النفس تنتقل من بدنها الإنساني إلى بدن آخر من نوعها.
إنك إذا تأملت هذا الصعود والنزول في تقسيم التناسخ ترى العجب والخرافات التي يربأ كل إنسان عاقل أن يعتقد بها. ولا بأس بأن ننقل لك رأي (يوزاسف) التناسخي القائل بالأكوار والأدوار ، ومن قبله من حكماء بابل وفارس ـ الذين تبعهم على رأيهم كثير ممن يقول بالتناسخ ـ في التناسخ النزولي موضحين لك هذا الرأي ببيان واضح ليمكنك فهمه وتقف على محله من السقوط والسخافة وتتنبه وأنت تطالع إلى سخافة القول بالتناسخ وتسامي العقل الصحيح عن أن
__________________
(١) راجع الأسفار ج ٤ ص ١٠٠.