وما أدركوه من تجوهر النفس وبقائها بعد انقطاع تصرفها في البدن وخروجها منه ، وغير ذلك مما أدركوه ليس موجبا لفهم حقيقتها ، وإذا نظرت في أقوالهم في مباحث النفس عرفت أنهم يهيمون في أودية الشبهات والظنون ، ويخطّئ كل واحد منهم الآخر في دعاواه ، وينتقض أدلته وبراهينه عليها ، وهذا يوضح أنهم لم يتمكنوا من الوقوف على حقيقة النفس وأفاعيلها ، وتفصيل أحوالها على الحقيقة في كل أدوار نشأتها وخروجها من البدن ، وما بعد الخروج وكيفية سريان قوتها في آلات البدن وحواسه وأعضائه.
فمعرفة حقائق الأشياء (ومنها النفس) جميعها أو بعضها لا يكون إلّا بتعليم إلهي وكشف منه تعالى عن حقائقها من طريق رسله وأنبيائه (ع).
وإذا كان الأمر كذلك في معرفة حقائق الأشياء ، وإذا كنا لا نعرف النفس واحوالها على الحقيقة في جميع أدوار نشأتها ، فكيف يمكن الحكم جزما بأنها تنتقل بعد الموت إلى جسم آخر على سبيل التناسخ ، وهل هذا إلّا جزاف من القول؟.
التناسخ بحث قديم تعرض له الفلاسفة والمتكلمون من الشيعة والسنة ، وأبطلوه ، ولا نرى للبحث فيه من