وإذ تبطل دعوى
أزلية النفوس ، ودعوى لا تناهي الأبدان المترتبة في الوجود لا بد من القول بحدوثها
من مبدأ معين ، فكل جسد تختص به نفس واحدة بحسب خصوصيته واستعداده ، كما أوضحناه
في الدليل الأول الذي أقمناه على بطلان التناسخ.
هذا ما سنح في
البال وساعد عليه التوفيق من إقامة الدليل على بطلان التناسخ عقلا ، وقد توسع في
البحث عن بطلانه غيرنا ، كالفيلسوف الإلهي الكبير صدر المتألهين في كتاب الأسفار ،
والعلامة الشيرازي في شرح حكمة الإشراق ، وللقائلين بالتناسخ شبهات لا قيمة لها ،
قد أشرنا إلى رد بعضها في طي الأبحاث السابقة ، وأتى على ردها وتزييفها صدر
المتألهين في كتاب (الأسفار) في أواخر بحثه في بطلان التناسخ فلتراجع.
وما ذكرنا من
الأدلة على بطلان التناسخ بعضه شامل لكل من التناسخ النزولي والصعودي ، وبعضها وهو
الوجه الرابع يختص بالنزولي. ونخص الصعودي أيضا عنها بالبحث عن بطلانه بالخصوص
فنقول :
إن الحيوان الصامت
لا يمكن أن يترقى إلى درجة الإنسانية كما لا يمكن للإنسان الشقي أن يترقى إلى