درجة الإنسان الكامل المقرّب ، ولا إلى درجة الملائكة إذ ليس للحيوان الصامت قوى عقلية بها يترقى ويحصل على الكمال ، فليس كمال الحيوان إلّا بقوتي الغضب والشهوة اللتين لا تتركان طريقا له إلى الكمال العقلي ، وليس للحيوان نفس مجردة بها يعقل ويترقى.
والشقي لشقاوته وغلبة قوة الشهوة والداعي إلى الانتقام ينحط عن درجة الكمال الإنساني ، فكيف يترقى ـ وهو في هذا الانحطاط ـ عن درجته المنحطة إلى درجة الكاملين المقربين ، كيف وليس فيه استعداد لهذا الكمال حتى يترقى إلى هذه الدرجة ، فإن كل تطور وتقدم إلى الكمال تابع لوجود استعداد وقابلية يدفعان بالشخص إلى الكمال بواسطة السعي في التكميل وأما الفاقد لهما فلا يترقى.