٣ ـ إن النفس والبدن في أول حدوثهما لهما القوة والاستعداد للترقي والتطور إلى مراتب الكمال والفعلية ، فالنفس لها تحولات وارتفاع من القوة إلى الفعل بإزاء
__________________
ـ النوعية التي يتحصّل بها ، والحركة التي تعرض على الصورة النوعية ـ التي هي علة لوجود الجنس ـ تعرض على الجنس فيكون متحركا بعين تحرك فصله.
والحركة في الجوهر هي أن الشيء يعرض عليه التجدد والتغير الذاتي ، وعلى أعراضه الذاتية وأوصافه ، والجوهر المتحرك ـ أعني الصورة النوعية ، المستلزمة لحركة الأجسام معها لاتحاده معها وجودا ـ هو في حركة مستمرة ، فالمتحرك منه في كل آن جزءا أو فردا غير المتحرك منه في الآن الذي قبله أو بعده ، وحركته المستمرة نستلزم حركة أعراضه وأوصافه الذاتية.
ولا تقتصر الحركة الجوهرية على العالم والأجسام الطبيعية فيه ، بل تعرض على النفس الناطقة التي هي الصورة النوعية للأجساد ، فإن لهذه النفس مراتب تتدرج فيها ، فإنها تكون في أول تعلقها في البدن ضعيفة ثم تتدرج في مراتب الكمال إلى أن تبلغ أكملها.
والصورة النوعية التي معروض الصفات والآثار بها يحصل امتياز الأجسام ، فإن لكل جسم أوصافا خاصة ، والأنواع ذوات الأوصاف الخاصة تتميز عن بعضها بالصور النوعية.
٧ ـ وقوع الحركة الجوهرية أمر ثابت بالأدلة العقلية نذكر منها هذا الدليل :
إن الأعراض الواردة على الجسم المتقدم ذكرها من الكيف والكم وغيرها مرتبطة بذاته وجوهره وصورته النوعية ، ارتباط العلّة ـ