الأول : انه واحد الآلاء ، على ما ذكره «الأزهرى» فى كتاب «التهذيب» قال الشاعر. وهو «الأعشى» :
أبيض لا يرهب الهزال ولا |
|
يقطع رحما ، ولا يخون الى |
أى لا يخون نعمه.
اذا ثبت هذا فنقول : انا توافقنا على أن لفظ (ناظِرَةٌ) اذا اذا كان عاريا عن حرف «الى» أفاد معنى الانتظار ، كقوله تعالى : (فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) [النمل ٣٥] اذا عرفت هذا فنقول : لم لا يجوز أن يكون تقدير الآية : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ، إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) أى نعمة ربها منتظرة؟
الثانى : ان لفظ الى جاء بمعنى عند ، قال الشاعر وهو «أوس» :
فهل لكم فيما الى ، فاننى |
|
طبيب بما أعيى النطاسى حذيما؟ |
أى فهل لكم فيما عندى؟ اذا ثبت هذا ، فلم لا يجوز أن يكون تقرير الآية : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ). عند ربها ثم قال بعد ذلك (ناظِرَةٌ) أى منظرة. وهو خبر عن الوجوه. والتقدير : وجوه يومئذ ناضرة عند ربها ، منتظرة نعمة ربها؟ سلمنا : أنه حصل فى هذه الآية لفظ النظر مقرونا بحرف الى ، لكن لا نسلم أنه للرؤية. قوله : «لفظ النظر لتقليب الحدقة ، ولا يمكن حمله هاهنا على هذا المعنى ، فوجب حمله على لازمه ، وهو الرؤي».
قلنا : حصل هاهنا وجهان آخران من المجاز :
الأول : اضمار المضاف. والتقدير الى ثواب ربها ناظرة.
والثانى : ان تقليب الحدقة الى جهة. كما يلزمه الرؤية ، فكذلك يلزمه نوع النفع. وهو الانتظار. فلم كان حمل اللفظ على المجاز الّذي ذكرتم ، أولى من حمله على أحد هذين المجازين؟
والجواب : أما حمل لفظ الى على واحد الآلاء ، أو على معنى عند. فانه يقتضي حمل قوله (ناظِرَةٌ) على الانتظار. وذلك غير