وَالْأَرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) وقال عزوجل : (كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ) فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها ، وتلا به متقدمها. وقال سبحانه : (الر. كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ. ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) وكل محكم مفصل ، دخله محكم مفصل. والله محكم كتبه ومفصله ، فهو خالقه ومبتدعة. وقال : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) فدل ذلك على احاطة اللوح بالقرآن ، ولا يحاط الا بمخلوق. وقال لنبيهصلىاللهعليهوسلم : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) وقال جل شأنه : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) وقال تعالى : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) وأخبر عن قوم ذمهم بكذبهم أنهم قالوا : (ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) ثم أكذبهم على لسان رسوله صلىاللهعليهوسلم فقال لرسوله : (قُلْ : مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ) وقال : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ) فسمى الله تعالى القرآن ذكرا وايمانا ونورا وهدى ومباركا وعربيا وجعل فيه قصصا ، فقال : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ) وقال جل وجلاله : (قُلْ : لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ ، لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) وقال تعالى : (قُلْ : فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ) وقال سبحانه : (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) فجعل له أولا وآخرا ، ودل عليه أنه محدود مخلوق» ا. ه
هذا ما احتج به المأمون رضى الله عنه على القول بأن القرآن مخلوق. فى الخطاب الّذي وجهه الى نائبه إسحاق بن ابراهيم فى شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة ومائتين.
ومنه يتبين أن الرئيس الأعلى على المسلمين يجب أن يكون حافظا للقرآن وملما بمعانيه وحاثا على العمل به. ومنه يتبين أن الخلافات المذهبية كانت فى المسلمين وكانت لهم سبب محنة.