وقد ذكر في طبيعة اللؤلؤ والمرجان بعض الخصائص التي قد نحتاج إلى معرفتها كدليل على عظمة خلق الله : «لعل اللؤلؤ أعجب ما في البحار ، فهو يهبط إلى الأعماق ، وهو داخل صدفة من المواد الجيرية لتقيه من الأخطار ، ويختلف هذا الحيوان عن الكائنات الحية في تركيبه وطريقة معيشته ، فله شبكة دقيقة كشبكة الصياد ، عجيبة النسج ، تكون كمصفاة تسمح بدخول الماء والهواء والغذاء إلى جوفه ، وتحول بين الرمال والحصى وغيرها. وتحت الشبكة أفواه الحيوان ، ولكل فم أربع شفاه ، فإذا دخلت ذرة رمل ، أو قطعة حصى أو حيوان ضار عنوة إلى الصدفة ، سارع الحيوان إلى إفراز مادة لزجة يغطيها بها ، ثم تتجمد مكوّنة لؤلؤة ، وعلى حسب حجم الذرة التي وصلت يختلف حجم اللؤلؤة ... والمرجان من عجائب مخلوقات الله ، يعيش في أبحار على أعماق تتراوح بين خمسة أمتار وثلاث مائة متر ، ويثبت نفسه بطرفه الأسفل بصخر أو عشب. وفتحة فمه التي في أعلى جسمه محاطة بعدد من الزوائد يستعملها في غذائه .. فإذا لمست فريسة هذه الزوائد ـ وكثيرا ما تكون من الأحياء الدقيقة كبراغيث الماء ـ أصيبت بالشلل في الحال ، والتصقت بها ، فتنكمش الزوائد وتنحني نحو الفم ، حيث تدخل الفريسة إلى الداخل بقناة ضيّقة تشبه مريء الإنسان.
ويتكاثر هذا الحيوان بخروج خلايا تناسلية منه ، يتم بها إخصاب البويضات ، حيث يتكوّن الجنين الذي يلجأ إلى صخرة أو عشب يلتصق به ، ويكوّن حياة منفردة ، شأنه في ذلك شأن الحيوان الأصلي. ومن دلائل قدرة الخالق ، أن حيوان المرجان يتكاثر بطريقة أخرى هي التزرّر. وتبقى الأزرار الناتجة متّحدة مع الأفراد التي تزرّت منها ، وهكذا تتكون شجرة المرجان التي تكون ذات ساق سميكة ، تأخذ في الدقة نحو الفروع التي تبلغ غاية الدقة في نهايتها. ويبلغ طول الشجرة المرجانية ثلاثين سنتيمترا. والجزر المرجانية الحيّة ذات ألوان مختلفة ، نراها في البحار صفراء برتقالية ، أو حمراء قرنفليّة ، أو زرقاء زمردية ، أو غبراء باهتة ، والمرجان الأحمر هو المحور الصلب المتبقي بعد فناء الأجزاء الحية من الحيوان وتكون الهياكل الحجرية مستعمرات هائلة.