وجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ) قال : فقال : قصرت الأبناء عن عمل الآباء فألحقوا الأبناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم (١) .. وقد جاء في الدر المنثور عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ الله يرفع ذرّية المؤمن إليه في درجته وإن كانوا دونه في العمل ، لتقرّبهم عينه ، ثم قرأ : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) قال : وما نقصنا الآباء مما أعطينا البنين» (٢).
وعلى ضوء ذلك ، فإن التركيز في هذا التفسير على كلمة الإلحاق هو بلحاظ تساوي الدرجة ، مع اختلاف العمل ووحدة المبدأ في الإيمان.
(وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) فلكلّ واحد منهم عمله ، لأن المسؤولية فردية يحددها ما يقوم به الفرد من عمل الخير وموقف الإيمان ، (كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) ، فلا يتحمل إنسان مسئولية عمل إنسان آخر ، ولا يكسب أحد نتائج عمل الآخر ، فلكلِّ عقابه ولكلِّ ثوابه.
* * *
أفضال الله ونعمه على أصحاب الجنة
(وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) من الغذاء الذي يبني للجسد قوّته وحيويته (يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً) منعشا قد يكون الخمر أو ما يشبهه ، ومعنى التنازع هو تعاطيها والاجتماع على تناولها بحيث يقدمها أحدهم إلى الآخر ، (لا لَغْوٌ فِيها) في ما قد يصدر من القول اللغو لمن يشرب الخمر ، (وَلا تَأْثِيمٌ) وهو الإثم الذي يحدث له ، فخمر الآخرة خالية من ذلك كله ، فهي تعطي اللذة دون سلبيات أو مشاكل عقلية وعملية.
__________________
(١) الكافي ، ج : ٣ ، ص : ٢٤٩ ، رواية : ٥.
(٢) الدر المنثور ، ج : ٧ ، ص : ٦٣٢.