الاجتماعي في عالم يعتمد الطبقية الاجتماعية ، لسلوكهم الخطّ المستقيم وطاعتهم لله ، مما يرفع درجتهم عنده ويقرّبهم منه عند ما تقع الواقعة.
(إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) في ما يمثله الزلزال الذي تتحرك به الأرض ، فتهتز بشدّة اهتزازا لا يعرف مداه إلا الله (وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا* فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا) أي بدأت الجبال بالتفتت أو أخذت تتحرك عند ما تفقد موقع الصلابة في وجودها ، وتتحول بتفتت صخورها وحجارتها إلى ما يشبه الغبار الذي تذروه الرياح وتبثه في كل مكان ، فلا يثبت في أيّ موقع.
* * *
أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة
(وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً) حيث يتصنف البشر في ذلك اليوم إلى ثلاثة أنواع :
(فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) وهم الذين يحملون كتابهم بيمينهم ، لينطلقوا في أجواء اليمن والسعادة من خلال أعمالهم الصالحة التي تقربهم إلى الله .. (وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) وهم الذين يحملون كتابهم بشمالهم ، ليواجهوا الشؤم والشقاء في مصيرهم المشؤوم بسبب أعمالهم السيّئة التي تبعدهم عن الله. وفي استخدام الاستفهام عن كلا الجماعتين بهذه الطريقة المبهمة ، نوع من الإيحاء بخطورة مواقعهم.
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) الذين لم يكتفوا بالتزام أوامر الله ونواهيه بطريقة عادية ، بل تطلعوا إلى الحصول على رضاه ، وعملوا على السبق إلى طاعته حتى في ما لم يلزمهم به ، مما عرفوا فيه عمق محبته له لقيمته الروحية الكبيرة التي يريد للحياة أن تلتزمها كخطِّ للسلوك الإنساني في حركة الإيمان .. وهكذا كانوا يعيشون روحية العمل من خلال روحية الإخلاص لله ، وحركة الطاعة في ساحات السبق إلى الحصول على رضاه سبحانه ، فلا يريدون لأحد أن يسبقهم في ذلك ، ولا ينتظرون الإلزام ليعملوا ، بل يبادرون إلى القيام بما يعرفون أن فيه