وللمحرومين من الإمكانات المالية ونحوها ، ما يكفل لهم السعادة من هذا الجانب ، من دون الإساءة إلى حقيقة الواقع أو تبديل طبيعة المواقع في مسألة النسب ، أو اللعب على قضية النظام التشريعي في هذا المجال.
وربّما تحدث بعض السلبيات العاطفية لدى الولد المتبنّى عند ما يكتشف في نهاية المطاف الزيف الذي كان يعيش فيه في اعتقاده بأن هذا الرجل أبوه ، وبأن هذه المرأة أمّه ، عند ما يوحي إليه بعض الناس بالحقيقة ، أو يكتشفها بنفسه ، فتنشأ عنده أزمة نفسية عنيفة حائرة بين الأب والأم الأصليين وبين الأب والأم الادّعائيين ، مما يخلق مشكلة صعبة على أكثر من صعيد.
* * *
ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله
(ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ) في ما تدّعونه من الأبوّة لهؤلاء الأولاد ، إنها مجرد كلمة لا تعبّر عن الحقيقة الأصلية ولا تحقق أيّة نتيجة على مستوى التشريع ، لأن الله هو الأساس في المسألة التشريعية.
(وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَ) الذي يطابق الواقع في ما يختزن من المصلحة الثابتة في داخله (وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) في ما يشرّعه من نظام لخدمة الإنسان ، كنظام الأسرة الذي يكفل للناس سعادتهم ، فالتزموا قوله وهداه ، واتركوا كل أقاويل الكذب والضلال التي تربك الحياة من حولكم.
(ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) وأقرب للعدل ، لأن ذلك يمثل التوازن بين معنى الكلمة وحقيقة الأشياء ، (فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ) أي إذا جهلتم آباءهم ولم تعرفوهم بأعيانهم وأسمائهم ، سواء