مناسبة النزول
ورد في سبب نزول قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) أنها نزلت في النضر بن الحارث ، وذلك أنه كان يخرج تاجرا إلى فارس ، فيشتري أخبار الأعاجم ، فيرويها ويحدّث بها قريشا ويقول لهم : إن محمدا ـ عليه الصّلاة والسلام ـ يحدثكم بحديث عاد وثمود ، وأنا أحدثكم بحديث ، رستم وإسفنديار وأخبار الأكاسرة فيستمعون حديثه ويتركون استماع القرآن .. رواه الكلبي (١).
* * *
الصد عن سبيل الله بلهو الحديث
للدعوة مشاكلها في ساحة التحدي المضاد التي يثيرها الآخرون من الذين يحملون الفكر المضاد ، أو الشعور المضاد. وقد يكون من بين هذه المشاكل ، الوسائل المتنوعة التي تشغل الناس عن الانتباه للداعية ، أو الاستماع إليه ، أو التجاوب معه ، في ما يمكن أن يصرفهم عنه ، من الكلمات والأساليب والأجواء ، مما يجعل الداعية في حرج شديد ومأزق كبير ، لأن المسألة التي تتحداه هي كيف يفتح قلوب الناس وأسماعهم عليه ، ليجتمعوا لديه ويستمعوا إليه ، قبل أن يثير أمامهم القناعات الفكرية والروحية.
وهذا هو ما واجهه النبي محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم في صدر الدعوة ، عند ما كان بعض المشركين يصد الناس عن الاستماع لآيات الله في القرآن بتقديم الأحاديث
__________________
(١) الواحدي النيسابوري ، أبو الحسن علي بن أحمد ، أسباب النزول ، دار الفكر ، ١٤١٤ ه ـ ١٩٩٤ م ، ص : ١٩٢.