بالتي هي أحسن ، هو للذين يريدون الحوار ويتفهمونه ، دون الذين يريدون أن يفرضوا إرادتهم على الناس بالقوّة ويمنعوهم من التحرك بحرّية في إبداء وجهة نظرهم في مجالات الفكر. فهؤلاء لا بد من التعامل معهم بطريقتهم إذا لم يرجعوا إلى الأسلوب الفكري الذي يريد أن يصل إلى نتيجة فكرية من خلال الحوار ، وهؤلاء هم الذين استثناهم الله بقوله : (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) ، فقد يكون من الأفضل استعمال أسلوب المواجهة معهم ، بالقوّة التي تواجه قوّة ، وبالعنف الذي يضغط على العنف.
* * *
البحث عن النقاط المشتركة في الحوار
فإذا عادوا إلى الحوار ، خاطبناهم بالطريقة التي هي أحسن التي تبحث عن الأرض العقيدية المشتركة بيننا وبينهم ، كما قال الله سبحانه : (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) فنحن نؤمن بالتوراة والإنجيل كما نؤمن بالقرآن ، على أنها الكتب المنزلة من الله ، في ما تمثله من الحقيقة في وحي الله ، (وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ) فنحن وإياكم نؤمن بالوحدانية لله ، مهما اختلفنا في تفاصيل طبيعة الإله ، (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) بأفكارنا وقلوبنا وحياتنا. فتعالوا نبحث كيف يكون الإسلام لله ، باتباع نهجه في العقيدة والشريعة وإطاعة أوامره ونهيه ، لنكشف من خلال الحوار الموضوعي الهادىء ، هل أن اليهودية أو النصرانية تمثلان الخط الذي يمتد بامتداد الحياة ، أو أنه يقف عند مرحلة معينة من الزمن ، ليفسح المجال للدين الآخر الذي يستجيب للمتطلبات الجديدة للإنسان. وهكذا يكون الحوار أساسا لمواجهة القضايا الخلافية بروح اللقاء حول القضايا الوفاقية ، باعتبار أنه يؤكد روحية الوصول إلى الحقيقة من دون تعقيد ، فلا يبقى للتعصب المنطلق من أنانية الفكر الذاتي ، مجال في الساحة.
* * *