جولة في آفاق السورة
سميت هذه السورة بهذا الاسم ، تأكيدا على مفهوم النبوّة ، في التصور المنحرف الذي كان يحمله الناس في كثير من مراحل حركتها ، حيث إنهم كانوا يتوهمون قدرات خارقة للنبي الذي كانوا يتصورونه في صورة الملاك الذي يغير الصورة الكونية التي أقام الله الكون على أساسها ، فكانت حركة الآيات في هذه السورة تأكيدا للمفهوم الحقيقي الذي يعطي الفكرة الحاسمة التي تركز فكرة النبي البشر الذي يوحي إليه من الله برسالاته ، بعيدا عن أيّة حالة غير عادية من الناحية الذاتية. وقد جرت السورة على خط النهج القرآني الذي يربط كل الأشياء بالتوحيد ، ويثير في الناس التفكير بالمعاد ليتدبّروا وليتحركوا في الاتجاه السليم ، من خلال الفكر ، والموقف ، والحركة ، والعبادة ، لينتهي بهم إلى التفكير باليوم الآخر من أجل تحضير كل الأجواء الروحية والمادية للوصول إلى ساحة رضا الله في الجنة.
... ثم تنطلق السورة لتظهر حركة النبوّة في ساحة التحدّي ، فنجد الاتهامات التقليدية الحائرة البائسة التي ينطلق فيها الكافرون من دون وعي لينتقلوا من وصف النبي بالساحر ، ثم بالأسطوري ثم نعته بالكذب ، وأنه شاعر .. وهكذا لم تكن المشكلة لديهم أن يصدقوا في التهمة ، بل أن يشوّهوا الصورة ، أمام أي اتهام.
وقد استفادت السورة من إيمان المعاصرين للنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بالأنبياء السابقين ، فقارنت بينه وبينهم ، لتثبت لهم أنه لم يكن بدعا من الرسل ، وأنه لا