وهذه هي الوسيلة المثلى للسيطرة على الجريمة المستقبلة التي يختزنها الواقع الاجتماعي في تعقيداته الفردية والاجتماعية بشكل جنينيّ ، من دون أن يكون المال أو السجن كافيا في تحقيق ذلك.
(حَياةٌ) من خلال حصول الحياة على رصيد كبير في المستقبل الإنساني حيث يغلق على الموت العدواني أبواب النوازع الذاتية في حرية الحركة للعدوان ، مما يفسح في المجال لامتداد الحياة بشكل طبيعي حتى يكون قتل القاتل بمثابة المنتج للحياة التي لولا ذلك لماتت وسقطت تحت تأثير الجريمة المرتقبة.
إنها العملية الجراحية التي تستأصل العضو الذي يشكل الخطر على الحياة ، لتمتد الحياة من خلاله ، ولو ببعض النقصان في مفردات الواقع ، (يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أي يا ذوي العقول الذين لا تفكرون بعواطفكم ومشاعركم ، بل تفكرون بعقولكم التي تدفعكم إلى الدخول في عملية الموازنة والمقارنة بين المصالح والمفاسد في الجوانب السلبية والإيجابية.
* * *
القصاص في خط سير الديانات
ولم يكن هذا الحكم بالقصاص ، حكما إسلاميا في خط سير الديانات ، بل هو حكم ديني تلتقي فيه كل الديانات ، وقد جاء القرآن ليحدثنا في آيات أخرى أن هذا التشريع من أحكام التوراة وذلك في قوله تعالى :
(وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ