الْحِسابِ) [ص : ٢٦].
فقد نلاحظ أن قيام الناس بالقسط والحكم بين الناس بالحق ، والحكم بين الناس في ما اختلفوا فيه ، من أجل إلغاء الاختلاف على صعيد الواقع ، لا يتحقق بالتبليغ المجرّد ، بعيدا عن التحرك العملي للتنفيذ ، ثم إنّ التركيز على اعتبار الحكم متفرعا عن جعل الخلافة يوحي باتجاه الخلافة ـ التي تعني النبوة ـ إلى الجانب العملي في الحياة.
* * *
المدلول القرآني
٤ ـ إن ملاحظة كلمة الإمام في القرآن قد تعطي المعنى المرادف للنبوّة في حديث الله عن الأنبياء ووصفهم بالأئمة ، مما يجعل من الكلمتين تجسيدا لمهمّة واحدة في حركة الرسالة ، وهذا ما نلمحه في الآيات التالية :
(وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) [الأنبياء : ٧٣].
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ* وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) [السجدة : ٢٣ ـ ٢٤].
وربما نستوحي من ذلك إرادة الإمامة بمعنى القدوة في الأقوال والأفعال ، وذلك من خلال التركيز في الآيتين على كلمة : (يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) في جانب التبليغ ، والتركيز على كلمة : (لَمَّا صَبَرُوا) في الآية الثانية في جانب الشخصية القيادية التي تمثل الثبات في مواجهة المزالق ،