(كتاب الصلح)
(وهو جائز مع الإقرار والإنكار) عندنا مع سبق نزاع ولا معه.
ثم إن كان المدّعي محقّاً استباح ما دفع إليه المنكر صلحاً وإلّا فهو حرام باطناً، عيناً كان أم ديناً، حتى لو صالح عن العين بمال فهي بأجمعها حرام، ولا يستثنى له منها مقدار ما دفع من العوض؛ لفساد المعاوضة في نفس الأمر. نعم لو استندت الدعوى إلى قرينة كما لو وجد بخطّ مورّثه أنّ له حقّاً على أحد فأنكر وصالحه على إسقاطها بمال فالمتّجه صحّة الصلح. ومثله ما لو توجّهت الدعوى بالتهمة؛ لأنّ اليمين حقّ يصحّ الصلح على إسقاطه.
(إلّاما أحلّ حراماً، أو حرّم حلالاً) كذا ورد في الحديث النبويّ صلى الله عليه وآله (١) وفُسّر تحليل الحرام بالصلح على استرقاق حرّ أو استباحة بضع لا سبب لاستباحته غيره، أو ليشرب الخمر، ونحوه. وتحريم الحلال بأن لا يطأ أحدهما حليلته، أو لا ينتفع بماله، ونحوه. والصلح على مثل هذه باطل ظاهراً وباطناً.
وفُسّر بصلح المنكر على بعض المدّعى أو منفعته أو بدله مع كون أحدهما
__________________
(١) الوسائل ١٣:١٦٤، الباب ٣ من كتاب الصلح، الحديث ٢.