فهذه الكلمة موجودة في أصل الإنجيل بنسختيه اليونانية والعبرية ولكن الترجمة العربية غيرت معنى أحمد إلى المعزي والمخلص ليخالفوا بذلك القرآن الكريم الذي نص على تبشيره كل من التوراة والإنجيل بأحمد (محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ) والكلمتان «فارقليط أو بارقليط» اليونانيتان والذي زعم «تسدال» أن المسلمين فهموها خطأ وأنهما بعيدتان في المعنى عن بعضهما.
قال الأستاذ «رحمت الله الهندي» في رده على هذه النقطة أثناء رده على القس «فندر» : [أصل «فارقليط» (١) معرب من اللفظ اليوناني «باراكلي طوس» فيكون معناه المعزي ، أو المعين أو الوكيل وإن قلنا أن اللفظ الأصلي «بيروكلوطوس» فيكون معناه قريبا من محمد وأحمد والتفاوت بين اللفظتين يسير جدا ، وأن الحروف اليونانية متشابهة فتبدلت بيروكلوطوس بباراكلي طوس](٢).
وقد نقل ابن إسحاق في سيرته لفظا آخر بدلا من «فارقليط» «المنحمنا» وهذا اللفظ كان موجودا في الإنجيل نقلا عن الحواري يحنس والنص :
[وقد كان ، فيما بلغني عما كان وضع عيسى بن مريم فيما جاءه من الله في الإنجيل لأهل الإنجيل من صفة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، مما أثبت يحنس الحواري لهم ، حين نسخ لهم الإنجيل عن عهد عيسى بن مريم ـ عليهالسلام ـ في رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إليهم أنه قال : من أبغضني فقد أبغض الرب ، .. ولكن لا بد من أن تتم الكلمة التي في الناموس : أنهم أبغضوني مجانا ، أي باطلا ، فلو قد جاء المنحمنا هذا الذي يرسله الله إليكم عند الرب ، وروح القدس هذا الذي خرج من عند الرب خرج فهو شهيد علي وأنتم أيضا ، لأنكم قديما كنتم معي ،
__________________
(١) كلمة فارقليط اليونانية أصلها بالعبري (بيرقليط) وهي لغة المسيح ، والتي معناها محمد وأحمد ولكن النصارى حرفوها إلى (بارقليطوس) ثم حذفوها ووضعوا مكانها المعزي والمعين والوكيل. وقد كان هذا الاسم (بيروقليط) موجودا في التراجم الحديثة سنة ١٨٢١ م ، ١٨٣٢ م ، ١٨٤٤ م ، المطبوعة بلندن. انظر حاشية كتاب هداية الحيارى ص ١٢٠.
(٢) انظر إظهار الحق ص ٤٢٠ ـ ٤٢١.