المسيح نزل إلى الجحيم كما جاء في «قانون إيمان الرسل» على لسان «توما» حيث قال : إنه نزل إلى الجحيم ، وفي اليوم الثالث قام ثانية من الأموات.
وهذا القانون موجود في (كتاب الصلوات للكنيسة المتحدة في انجلترا وإيرلندا) وقد جاء كذلك في إنجيل «نيوقديموس» أن آدم وإبراهيم والأنبياء استقروا في الجحيم بعد الموت إلى أن نزل إليهم المسيح ثم صعد بهم إلى الفردوس في السماء حيث قابلوا ثلاثة من بني آدم لم يذوقوا الجحيم (١). وهذا يناقض موقف كل كتب السماء من أنبياء الله عزوجل حيث حرم الله عليهم النار ، وانتقالهم يكون إلى النعيم مباشرة فهذا يؤكد أن الأناجيل والمصادر المسيحية قائمة على الشكوك وغيوم الظنون والأوهام ؛ وذلك لأن النصرانية مشتقة من اليهودية المتخبطة في شئون العقيدة والتوحيد. أما شأن عودته مرة ثانية الذي أنكره «تسدال» واعتبره من الفهم الخطأ لنا وأن مرجعه مبتدعة النصارى فقد ذكر الإنجيل هذا الأمر في أكثر من موطن بكل وضوح مخالفا قول «تسدال» الذي يقلب الحقائق لإبطال القرآن وتخطئته وزعمه أن ذلك لأن محمدا أخذ من مصادر شتى بزعمه ..
جاء في إنجيل «مرقس» بعد ذكر الأحداث الكونية التي تسبق يوم القيامة [.. وأما في تلك الأيام بعد ذلك الضيق فالشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه ونجوم السماء تتساقط والقوات التي في السماء تتزعزع وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد ..](٢).
وهذه الأحداث الكونية والإرهاصات موافقة لما ذكره القرآن الكريم من أشراط الساعة وقد جاء الرفع إلى السماء والنزول منها ثانية لعيسى ـ عليهالسلام ـ واضحا في سفر أعمال الرسل حيث قال : [.. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء ..].
__________________
(١) انظر المسيح في مصادر العقائد المسيحية ص ٣٠٦ ـ ٣٠٧.
(٢) إنجيل مرقس الإصحاح ١٣.