عرف بالصلاح والمراد أنك كنت في الزهد كهارون. فما الذي صيرك لهذا.
وهذا قول قتادة ، وكعب ، وابن زيد والمغيرة بن شعبة (١).
٢ ـ أن هارون هو أخو موسى بن عمران كليم الله عليهالسلام. إذ كانت من أعقابه. وإنما قيل أخت هارون كما يقال : يا أخا همدان ، ويا أخا العرب أي يا واحدا منهم.
٣ ـ أنه كان رجلا مشهورا بالفسق ، فنسبت إليه بمعنى التشبيه لا بمعنى النسبة.
٤ ـ أنه كان لها أخ يسمى هارون ، من صلحاء بني إسرائيل فذكرت به والراجح هو القول الثاني لما جاء عن الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه هارون أخو موسى قال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لعلي بن أبي طالب عند ما أخره في المدينة : (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)(٢).
ولما جاء في إنجيل برنابا [كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا وامرأته من بنات هارون واسمها اليصابات وكان كلاهما بارين أمام الله ساكنين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم](٣).
فهذه الرواية في إنجيل برنابا توضح أن امرأة زكريا (اليصابات) كانت من نسل هارون أخي موسى عليهماالسلام.
ومعلوم أن اليصابات وحنة كانتا أختين أما زكريا فهو زوج خالة مريم عليهاالسلام.
وبالتالي فتكون نسبت مريم إلى جدها الأعلى هارون عليهالسلام ، وقولهم
__________________
(١) التفسير الكبير للإمام الرازي ٢١ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨.
(٢) انظر الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ٢ / ٥٠١.
(٣) انظر إنجيل برنابا الإصحاح الأول.