سبقوه ويناصروا النبي الذي سيأتي بعده وقد جاء ذكر ذلك على لسان موسى وعيسى بمحمد عليهمالسلام وهي آخر وصايا موسى عليهالسلام كما جاء في سفر التثنية في الإصحاح ٣٣ فقرة ٢ : [قال : جاء الرب من سيناء (أي موسى عليهالسلام) وأشرق من ساعير (أي عيسى عليهالسلام) واستعلن من جبل فاران (أي مكة والمقصود بذلك محمد ـ صلىاللهعليهوسلم) ومعه ألوف الأطهار ..](١).
هذه آخر وصية صدرت من موسى ـ عليهالسلام ـ يخبرهم فيها بالرسولين العظيمين اللذين سيأتيان من بعده وأوصاهم أن يؤمنوا بهما لأنهما يحملان نفس الشريعة التي أتى بها موسى ـ عليهالسلام ـ.
كما صرح القرآن بمثل هذه الوصية صراحة بقوله تعالى :
(وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ. فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ)(٢).
كما أنه نقل عن زرادشت نفسه أنه بشر بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حيث قال : «تمسكوا به إلى أن يجيئكم صاحب الجمل الأحمر» (٣).
فهذا الأمر إذن سنة في الأنبياء ومن لهم كتب من السماء أن يبشر السابق باللاحق لأن دعواتهم متوافقة وتدعو لأمر واحد وهو إفراد الله بالوحدانية وعدم الإشراك به في عبادته.
بهذا البيان تسقط شبهة «تسدال» وأمثاله ممن يحاولون تشويه الحقائق الناصعة بإلقاء سحب من دخان الشكوك.
__________________
(١) انظر الكتاب المقدس ص ٣٣٤.
(٢) سورة الصف آية (٦).
(٣) الأديان في القرآن ص ٨٢.