وصيامهم متفرق
بينما صيام المسلمين شهر كامل.
وهو ليس عند كل
فرقهم بل عند الحورانيين منهم أما المندائيون فيحرمونه كما ذكرت.
وكذلك عندهم صيام
يشبه صيام النصارى لمدة (٣٦) يوما يمتنعون فيها عن أكل اللحوم المباحة.
ثم هناك الاختلاف
في وقت الصيام بين الفريقين.
أبعد كل هذه
الملاحظات على وجه المقارنة بين صيام أهل الملتين يبقى دليل مع «تسدال» وغيره
ليزعم أن الإسلام أخذ منهم عبادة الصيام بل قد أثبت التاريخ أن الأيام التي كانوا
يصومونها وفيها وجه شبه مع وقت الصيام عند المسلمين ما كانت من الصابئة إلا
لمجاراة المسلمين الذين كانوا يملكون السلطة والتي كان يفقدها الصابئون.
فعبادة الصيام
عندنا ـ المسلمين ـ عبادة فيها سمو روحي وترفع عن عالم الشهوة سواء كانت في الفرج
أم البطن.
وفيها تقوية
لعلاقة المسلم بخالقه سبحانه ، وفيها طريقة تربية في مدرسة الصبر على الجوع
والحرمان والشعور بالغير ، إلى غير ذلك من المعاني السامية الرفيعة.
وأعيد للأذهان مرة
أخرى أن التشريعات الإسلامية في العبادات وغيرها ما زالت غضة طرية كما أنزلها الله
سبحانه وتعالى على قلب محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لم يدخلها التحريف أو التشويه أو التبديل كما دخل
تشريعات الأمم الأخرى ، ومنها عادات الصابئة على اعتبار ما أشرت إليه سابقا أنهم
أهل دين سماوي أو كتاب منزل وبهذا تبطل الشبهة الثالثة التي استدل بها «تسدال».
__________________