الزيادة والنقصان بعرضه لقصة الغرانيق وبزعمه أن الرسول صلىاللهعليهوسلم وقع في الشرك بالله. قال المؤلف : إن النبي أضاف إلى قول القرآن «أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، إنهن الغرانيق العلا. وإن شفاعتهن لترتجى» ويقول المؤلف : إن النبي قد رجع في اليوم التالي عن هذه الإضافة وقال : إنها من الشيطان ووضع مكانها قوله : (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى)(١).
ويعلق المؤلف على ذلك قائلا : (لقد أمكن اتهام محمد بطبيعة الحال ـ بناء على هذه الواقعة ـ بأنه قد خرج ـ على الأقل لوقت قصير ـ عن خطه المستقيم في الاعتقاد بإله واحد ، وأنه لهذا قد ارتكب إثما عظيما) (٢).
أما تعليقنا على هذه القصة فسيأتي في موطنه من الرسالة ـ إن شاء الله تعالى ـ.
٣ ـ القرآن وصلب المسيح (عليهالسلام):
يقول المؤلف في هذه القضية : (إن تبرير ما يدعيه القرآن من بطلان أخبار الإنجيل بشأن صلب المسيح ليست سهلة بالنسبة للمسلم ... فالمسلمون هنا يقفون أمام جدار قوي لا يمكن هدمه ولا تسلقه ولا بد من التغلب عليه إذا أريد الإتيان بدليل على عدم وجود إثبات تاريخي على موت المسيح مصلوبا ..).
ويبين المؤلف بعد ذلك : (إلى أي مدى لا ينبغي للمسلمين ـ في رأيه ـ أن يجرءوا على مهاجمة الآثار والأخبار المسيحية المروية ، وذلك لأن دينهم (أي دين المسلمين) مبني على أخبار ومأثورات مروية) (٣).
والمؤلف ينسى الفرق الشاسع بين القرآن والسنة والإنجيل من حيث ثبوت كل منها. فالقرآن الكريم حفظ وسيحفظ إلى يوم القيامة.
__________________
(١) سورة النجم : ٢١.
(٢) المرجع السابق ص ٤٠ ـ ٤١.
(٣) نفس المرجع ص ٥٠.