عبادة الله إلى ساحة
عبادة غيره سبحانه مشركين ، والمراد من اتّخاذ الهوى إلهاً هو اتّباع الشهوات
والاستجابة لنداء النزوات الشيطانيّة.
وإنّ هؤلاء يرون أنّ لهم إلهاً يجب أن
يُتّبَع ، فتركوا عبادة الله الحقّ وتوجّهوا إلى عبادة الهوى الذي يزيّن لهم الشرك
، حيث ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : ما تحت ظِلِّ السماء من إله يُعبَد
من دون الله أعظم عند الله من هوىً مُتَّبَع .
وقد أمر الإسلام بالتوحيد الخالص الذي
قوامه «لا إلهَ إلّا الله» ، وهذا الشعار لا يدعو إلى طاعة الله فقط ، بل يدعو إلى
نفي الألوهيّة عن غيره من جانب ، ثمّ يأمر بطاعة الله وحده ، فلربّما نجد من يعبد
الله في الوقت الذي يعبد فيه غيرَ الله ، كمن دانوا بمذهب التثليث ومَن ادّعَوا
البُنوّة لله ، ومن عبدوا الأصنام لتقرّبهم إلى الله زَلفى.
إنَ طريق الله واحد لا ريب فيه ، وكلّ
الطرق التي تذهب بالإنسان يميناً وشمالاً هي من طرق الشرك ، لقد أراد الله من هذا
الشعار إقامة دولة الحقّ والعدل التي تساير الفطرة الإنسانيّة ، بل فطرة الوجود ، وأراد
استئصال منابت الشرّ والبغي والخلاف من كلّ مجالات المجتمع.
كتب النبيّ صلى الله عليه وآله كتاباً
إلى نصارى نجران ورد فيه : أمّا بعد ، فإنّي أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة
العباد ، وإلى ولاية الله من ولاية العباد
، وأطلق القرآن الكريم على طاعة البشر على نحو الاستقلال عن الله عبادةً ، حيث قال
سبحانه وتعالى : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ
وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ