قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

تحمیل

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

73/457
*

المبحث العاشر : المعرفة والهداية والفطرة والعقل

قال عليه السلام : يا ربِّ يا ربِّ يا ربِّ ... بِكَ عَرَفْتُكَ ، وَاَنْتَ دَلَلْتَني عَلَيْكَ ، وَدَعَوْتَني اِلَيْكَ ، وَلَوْلا اَنْتَ لَمْ اَدْرَ ما اَنْتَ.

يتوجّه الداعي مخاطباً ربّه باعتباره المالك المطلق المدبّر لأمر مملوكه ، فالربوبيّة هي الملك مع التدبير ، ومن كانت هذه صفته استحقّ الطاعة والعبادة التي هي من سمات الأُلوهيّة له وحده دون غيره.

ولمّا كانت جميع الموجودات مملوكة لله ، وتستمدّ وجودها ونظام حياتها حدوثاً وبقاءً من الله ، فإنّنا نحكم بأن لا ربوبيّة لها لمكان احتياجها ونقصها ؛ إذن فهي أرباب مزيّفة وآلهة مصطنعة رسمها الخيال الفاسد.

فالله هو الذي خلق الكون والحياة ، وهو الذي خلق الشمس والقمر والنجوم ، ودبّر أمر حركتها وسيّرها وفق السنن المرسومة.

وهو الله ينزّل من السماء ماءً بِقَدَر ، وهو الذي يخرج الزرع والشجر ، وهو الذي خلق الإنسان وجعل له الحواسّ والأعضاء التي بها قضاء متطلّبات حياته ، وهو الذي خلق البحار والأنهار والهواء بتقديراتٍ تناسب حياة المخلوقات.

وذلك التدبير لا يشاركه فيه أحد ، لذلك لا يستحقّ العبادة والطاعة غيره ، أمّا الأفكار الساذجة المنحرفة عن جادّة العقل ومسار الفطرة فقد توجّهت إلى عبادة