المبحث العشرون : في الحِلْم
قال عليه السلام : وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي يَحْلُمُ عَنّي حَتّى كَاَنّي لا ذَنْبَ لي ، فَرَبّي اَحْمَدُ شَيءٍ عِنْدي ، وَاَحَقُّ بِحَمْدي.
الحِلْم : ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب ، وجمعُه أحلام ، قال تعالى : (لم تأمرهم أحلامهم بهذا) (١).
قيل : معناه عقولهم ، وليس الحلم في الحقيقة هو العقل ، لكن فسّروه بذلك لكونه من مسبِّبات العقل (٢).
والحلم : مقابل الغضب ، والأوّل باعث التروّي والأناة والتعقّل ، أمّا الثاني فباعث على الطيش والانتقام.
والفارق بين الحلم وكظم الغيظ أنّ الحلم صفة راسخة مطبوعة في النفس الإنسانيّة من دون تكلّف ، ويعبَّر عنها بالمَلَكة ، وأمّا كظم الغيظ فهو التحكّم ، أي تكلّف الحلم ، وعندما يواظب الإنسان عليه فإنّه يقوده إلى الحلم. ويشهد لذلك ما نُقل عن النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله : إنّما العلم بالتعلّم ، والحلم بالتحلّم (٣). كما ورد عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الطور : ٣٢.
٢ ـ مفردات غريب القرآن : ١٢٩.
٣ ـ العلل للدارقطنيّ ١٠ : ٣٢٦ / خ ٢٠٣٧.