المبحث السادس عشر : بين الخوف والرجاء
قال عليه السلام : اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي أدعوه ولا اَدْعُو غَيْرَهُ ، وَلَوْ دَعَوْعتُ غَيْرَهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لي دُعائي ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي أرجوه ولا اَرْجُو غَيْرَهُ ، وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لأَخْلَف رَجائي ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي وَكَلَني اِلَيْهِ فَاَكْرَمَني ، وَلَمْ يَكِلْني اِلَى النّاسِ فَيُهينُوني.
يتوجّه عليه السلام إلى الله سبحانه بالحمد ، معترفاً أن لا أحدَ غيرُه له الأهليّة والقدرة على إجابة دعائه ، ولو رجا غيره سبحانه لأخلف ذلك المرجوُّ رجاءَ مَن يرجوه. هذا هو لسان حال كلّ مخلوق أُوتي البصيرة في دينه ، وكانت له نظرة واعية ، فاحصة دقيقة في الكون والحياة.
ولقد ندب الله سبحانه العبد إلى الدعاء ، وجعل ذلك باباً من أهم أبواب العبادة التي هي بعدد أنفاس الخلائق على ما ورد في لسان الروايات المأثورة ، وجعل سبحانه وتعالى شروطاً وآداباً للاستجابة كما ذكرنا في مبحث الدعاء.
وقلنا : إنّ من أهم شروط الاستجابة التوجّه إلى الله بقلب ملؤه الإخلاص ، والرغبة والرهبة ، والتضرّع والخُفْية ، والخوف والطمع والإلحاح ، وبالتزام آداب المقام والحضور في ساحة القداسة الإلهيّة. وقد وردت آيات كثيرة تندب إلى ما ذكرناه :