المبحث الخامس والثلاثون : في الذكر
قال عليه السلام : حُجَّتي يا اَللهُ في جُرْأَتي عَلى مَسْأَلَتِكَ ، مَعَ اِتْياني ما تَكْرَهُ ، جُودُكَ وَكَرَمُكَ ، وَعُدَّتي في شِدَّتي مَعَ قِلَّةِ حَيائي رَأفَتُكَ وَرَحْمَتُكَ ، وَقَدْ رَجَوْتُ اَنْ لا تَخيبَ بَيْنَ ذَيْنِ وَذَيْنِ مُنْيَتي ، فَحَقِّقْ رَجائي ، وَاَسْمِعُ دُعائي يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داع ، وَاَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راجٍ.
ذا : اسم إشارة للقريب مثل «هذا» ، مُثنّاه في حالة الرفع ذان مثل «هذان» ، وفي حالتي النصب والجرّ نقول : ذَينِ مثل «هذَينِ».
يتوسّل الإمام عليه السلام إلى ربّه بجوده وكرمه عند تجرّئه على طرق بابه الواسع ، رغم التقصيرات والمخالفات التي ينسبها إلى نفسه المقدّسة ـ حاشاه ممّا يتوهّمه المتوهّمون ـ ويجعل عليه السلام من رأفة الله ورحمته عُدّته في الشدّة رغم ما يكون من العبد مع الله المطّلع على خفايا النفس وأعمال الجوارح.
فهنالك «جود وكرم» من طرف الله ، يقابلها «معاصٍ وذنوب» من طرف العبد ، وهناك «رأفة ورحمة» من طرف الله ، يقابلها «قلّة حياء» من طرف العبد ، والرجاء أن لا تَخيبَ بينَ هذين وهذين أمنيّتُه التي هي الوصول إلى مرضاة الله ، وتحقيق ما يرجوه ، وسماع دعائه فيما يسأل.