فالذي يعبد الله ويطيعه هو موحّد مؤمن ، وهو على هدى من ربّه ، والذي يطيع غير الله عن عالم هو مشرك ، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله : من أصغى إلى ناطق فقد عَبدَه ، فإن كان الناطق عن الله عزّ وجلّ فقد عبَدَ الله ، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس (١).
وهذا القرآن يصرّح بأنَّ طاعة الشيطان باتّباع أوامره ونواهيه من العبادة له.
قال تعالى : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (٢).
إنّ الآية الشريفة تنهى عن اتّباع الشيطان ، لأنَّه يأمر بالفحشاء والمنكر والبغي ، في نفس الوقت الذي تأمر بوجوب طاعة الله سبحانه باتّباع أوامره ونواهيه ، وبذلك يكون الإنسان قد سلك الطريق المستقيم الذي يضمن له سعادة الدنيا والآخرة.
والآن نخرج بهاتين المعادلتين :
علم + التزام = هداية
علم + عدم التزام = ضلال
وحين نُمعن النظر في قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) (٣) ، وقوله سبحانه وتعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّـهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) (٤) ، هكذا نرى أنّ القرآن قد سمّى الهوى إلهاً ، وسمّى متّخذي الأهواء ممّن خرجوا من حضيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٦ : ٤٣٤ / ح ٢٤ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ : ٣٠٤ / ح ٦٣.
٢ ـ يس : ٦٠ ـ ٦١.
٣ ـ الفرقان : ٤٣.
٤ ـ الجاثية : ٢٣.