بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ) (١) ، وهذه الشريحة من المؤمنين تضمّ الغالبية الكبرى منهم.
ب) المرتبة الثانية :
١. الإسلام : في هذه الطبقة يكون الإنسان من أصحاب الورع والتقوى والإيمان بالعقائد الحقّة جملة وتفصيلاً ، وعند هؤلاء من الملكات ما يمنعهم من الانحراف والوقوع في المعاصي الكبيرة ، وتكون مسيرتهم الحياتيّة متوجّهة إلى صالح الأعمال ومكارم الخصال.
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (٢).
وهذه المرتبة أرقى من مرتبة الإيمان في الطبقة الأُولى ، وأهل هذه المرتبة هم العدول.
٢. الإيمان : وهذه المرتبة تؤهّل الإنسان ليكون ممّن اعتنق الاعتقادات الحقّة بوعي وبصيرة ، وصدق وإخلاص ، وممّن طهّروا أنفسهم من الشبهات والوساوس الشيطانيّة ، وممّن روّضوا أنفسهم لقبول الحقّ وإتيان الأعمال الخالصة لوجهه الكريم ، وممّن لا يتردّدون في ساحة جهاد العدوّ بالنفس والمال ، أولئك هم الصادقون مع الله ، الراضون بما كتب لهم الله.
قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (٣).
وهذه المرتبة عمليّة انتقال من إيمان إلى إيمان أرقى ، وأسمى وأنقى.
وقد ورد في الآثار أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله مرّ على قوم فسألهم : ما أنتم؟ قالوا : مؤمنون ، قال :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الصفّ : ١٠ ـ ١١.
٢ ـ البقرة : ٢٠٨.
٣ ـ الحجرات : ١٥.