هو المعطوف عليه. ويشبه أن تكون هى (١) أيضا المتصرفة فى المتخيلات تركيبا وتفصيلا. ثم القوة الحافظة الذاكرة وهى قوة مرتبة فى التجويف المؤخر من الدماغ تحفظ ما تدركه القوة الوهمية من المعانى غير (٢) المحسوسة (٣) فى المحسوسات الجزئية. ونسبة القوة الحافظة إلى القوة الوهمية كنسبة القوة التي تسمى خيالا إلى الحس. (٤) ونسبة تلك القوة إلى المعانى كنسبة هذه القوة إلى الصور المحسوسة. فهذه هى قوى النفس الحيوانية.
وأما النفس الناطقة الإنسانية فتنقسم قواها إلى قوة عاملة وقوة عالمة. وكل واحدة من القوتين تسمى عقلا باشتراك الاسم أو تشابهه. فالعاملة قوة هى مبدأ محرك لبدن الإنسان إلى الأفاعيل الجزئية الخاصة بالروية على مقتضى آراء تخصها اصطلاحية ، (٥) ولها اعتبار بالقياس إلى القوة الحيوانية النزوعية واعتبار بالقياس إلى القوة الحيوانية المتخيلة والمتوهمة ، واعتبار بالقياس إلى نفسها.
فاعتبارها بحسب القياس إلى القوة الحيوانية النزوعية هو القبيل الذي تحدث منه فيها هيئات تخص الإنسان يتهيأ بها لسرعة (٦) فعل وانفعال مثل الخجل والحياء والضحك والبكاء (٧) وما أشبه ذلك. واعتبارها الذي بحسب القياس إلى القوة الحيوانية المتخيلة والمتوهمة (٨) هو القبيل الذي تنحاز (٩) إليه إذا اشتغلت باستنباط التدابير فى الأمور الكائنة الفاسدة ، واستنباط الصناعات الإنسانية ، واعتبارها الذي بحسب القياس إلى نفسها هو القبيل الذي تتولد فيه بين العقل العملى والعقل النظرى الآراء التي تتعلق بالأعمال وتستفيض ذائعة مشهورة (١٠) مثل : أن الكذب قبيح ، والظلم قبيح ، لا على سبيل التبرهن ، وما أشبه ذلك من المقدمات المحدودة للانفصال (١١) عن الأوليات العقلية المحضة فى كتب المنطق. وإن كانت إذا برهن عليها صارت من العقلية أيضا على ما عرفت فى كتب المنطق.
__________________
(١) هى : هو م.
(٢) غير : الغير د ، ف ، ك
(٣) المحسوسة فى : ساقطة من د.
(٤) الحس : + المشترك ك ، م.
(٥) اصطلاحية : إصلاحية م.
(٦) لسرعة : بسرعة ك.
(٧) لسرعة ... والبكاء : ساقطة من م.
(٨) والمتوهمة : أو المتوهمة م
(٩) تنحاز اليه : ينحاز اليها ف.
(١٠) وتستفيض ذائعة مشهورة : ومستفيض ذائع مشهور م.
(١١) للانفصال : الانفصال ف ؛ والانفصال م.