الفصل الخامس (١)
فى العقل الفعال فى أنفسنا والعقل المنفعل عنه أنفسنا
نقول : إن النفس الإنسانية قد تكون عاقلة بالقوة ، ثم تصير عاقلة بالفعل ، وكل (٢) ما خرج من القوة إلى الفعل فإنما يخرج بسبب بالفعل يخرجه.
فههنا سبب هو الذي يخرج نفوسنا فى المعقولات من القوة إلى الفعل ، وإذ هو السبب فى إعطاء الصور العقلية ، فليس إلا عقلا بالفعل عنده مبادئ الصور العقلية مجردة ، ونسبته إلى نفوسنا كنسبة (٣) الشمس إلى أبصارنا. فكما أن الشمس تبصر بذاتها بالفعل ويبصر (٤) بنورها بالفعل ما ليس مبصرا بالفعل ، كذلك (٥) حال هذا العقل (٦) عند نفوسنا ، فإن القوة العقلية إذا اطلعت (٧) على الجزئيات التي فى الخيال وأشرق عليها نور العقل الفعال فينا الذي ذكرناه ، استحالت مجردة عن المادة وعلائقها ، وانطبعت فى النفس الناطقة ، لا على أنها أنفسها (٨) تنتقل من التخيل إلى العقل منا ، ولا على أن المعنى المغمور فى العلائق وهو فى نفسه واعتباره فى ذاته مجرد يفعل مثل نفسه ، بل على معنى أن مطالعتها تعد النفس لأن يفيض عليها المجرد من العقل الفعال. فإن الأفكار والتأملات حركات معدة للنفس نحو قبول الفيض ، كما أن الحدود الوسطى معدة بنحو أشد تأكيدا لقبول النتيجة ، وإن كان الأول على سبيل والثاني على سبيل أخرى ، (٩) كما ستقف عليه. فتكون النفس الناطقة إذا وقعت لها نسبة ما إلى هذه الصورة (١٠) بتوسط إشراق العقل الفعال حدث (١١) فيها (١٢) منه (١٣) شىء من جنسها من وجه
__________________
(١) الفصل الخامس : فصل ٥ ف.
(٢) وكل : فكل د.
(٣) كنسبة : نسبة ف ، م ؛ ساقطة من د.
(٤) يبصر : وتبصّر ف
(٥) كذلك حال : ساقطة من م
(٦) هذا العقل : ساقطة من م.
(٧) اطلعت : طلعت م.
(٨) أنفسها : نفسها ك.
(٩) أخرى : آخر ك.
(١٠) الصورة : الصور ك
(١١) حدث : أحدث م
(١٢) فيها : فيه د
(١٣) منه : منها ف ؛ ساقطة من د.