الفصل الثاني (١)
فى إثبات أن (٢) قوام النفس الناطقة غير
منطبع (٣) فى مادة جسمانية
إن مما لا شك فيه أن الإنسان فيه شىء وجوهر ما يتلقى المعقولات بالقبول.
فنقول : إن الجوهر الذي هو محل المعقولات ليس (٤) بجسم ولا (٥) قائم (٦) بجسم (٧) على أنه قوة فيه أو صورة له بوجه. فإنه إن كان محل المعقولات جسما أو مقدارا (٨) من المقادير ، فإما أن تكون الصورة المعقولة تحل منه شيئا وحدانيا غير منقسم ، أو تكون إنما تحل منه شيئا منقسما. والشىء الذي لا ينقسم من الجسم هو طرف نقطى لا محالة.
ولنمتحن أولا أنه (٩) هل يمكن أن يكون محلها طرفا غير منقسم ، فنقول إن هذا محال ، وذلك لأن النقطة هى نهاية ما لا تميز لها عن الخط فى الوضع أو عن المقدار الذي هو منته إليها تميزا يكون له النقطة شيئا يستقر فيه شىء من غير أن يكون فى شىء (١٠) من ذلك المقدار ، بل كما أن النقطة لا تنفرد بذاتها وإنما هى طرف ذاتى لما هو بالذات مقدار كذلك إنما يجوز أن يقال بوجه ما أنه يحل فيها طرف شىء حال فى المقدار الذي هى (١١) طرفه ، فهو متقدر بذلك المقدار بالعرض ، وكما أنه يتقدر به بالعرض كذلك
__________________
(١) الفصل الثاني : فصل ٢ ف.
(٢) أن : ساقطة من د ، ف.
(٣) منطبع : منطبعة د ، ف ، م.
(٤) ليس : ساقطة من م
(٥) ولا : + هو ك ، م
(٦) قائم : قائما م
(٧) بجسم : فى جسم ف ، م.
(٨) أو مقدارا : ومقدارا م.
(٩) أنه : ساقطة من ف.
(١٠) شىء من : ساقطة من م.
(١١) هى : هو د ، ك.