وهذه القوة يجب أن تتسلط على سائر قوى البدن على حسب ما توجبه أحكام القوة الأخرى التي نذكرها حتى لا تنفعل عنها البتة ؛ بل تنفعل تلك عنها وتكون مقموعة دونها ، لئلا تحدث فيها عن البدن هيئات انقيادية مستفادة من الأمور الطبيعية. وهى التي تسمى أخلاقا رذيلية ، (١) بل يجب أن تكون غير منفعلة البتة وغير منقادة ، بل متسلطة ، فتكون لها أخلاق فضيلية. (٢) وقد يجوز أن تنسب الأخلاق إلى القوى البدنية أيضا ، ولكن إن كانت هى الغالبة ، تكون (٣) لها هيئة فعلية ، ولهذا العقل هيئة انفعالية. ولتسم (٤) كل هيئة خلقا فيكون شىء واحد يحدث منه خلق فى هذا وخلق فى ذلك ؛ وإن كانت هى المغلوبة تكون (٥) لها هيئة انفعالية ، ولذلك هيئة فعلية غير غريبة ، فيكون ذلك أيضا هيئتين وخلقين ، أو يكون الخلق واحدا له نسبتان. وإنما كانت الأخلاق التي فينا منسوبة إلى هذه القوة لأن النفس الإنسانية كما يظهر من بعد جوهر واحد ، وله نسبة وقياس إلى جنبتين : جنبة هى تحته ، وجنبة هى فوقه ، (٦) وله بحسب كل جنبة قوة بها تنتظم العلاقة بينه وبين تلك الجنبة. فهذه القوة العملية هى القوة التي له (٧) لأجل العلاقة (٨) إلى الجنبة التي دونه (٩) وهو البدن وسياسته.
وأما القوة النظرية فهى القوة التي له (١٠) لأجل العلاقة إلى الجنبة (١١) التي فوقه (١٢) لينفعل ويستفيد منها ويقبل عنها. فكأن للنفس منا وجهين : وجه (١٣) إلى البدن ، ويجب أن يكون هذا الوجه غير قابل البتة أثرا من جنس مقتضى طبيعة البدن ، ووجه (١٤) إلى المبادي العالية. (١٥) ويجب أن يكون هذا الوجه دائم القبول عما (١٦) هناك والتأثر (١٧) منه. فمن الجهة السفلية تتولد الأخلاق ، ومن الجهة
__________________
(١) رذيلية : رذيلة ك.
(٢) فضيلية : فضيلة ك ؛ فضلية م.
(٣) تكون : كان م
(٤) ولتسم : وليس د.
(٥) تكون : كان م.
(٦) فوقه : قوة م.
(٧) له : لها ك.
(٨) العلاقة : + التي ف
(٩) دونه : دونها د ، ك.
(١٠) له : لها ك ؛ لا م
(١١) الجنية : جنبة م
(١٢) فوقه : فوقها د ، ك.
(١٣) وجه : وجها م.
(١٤) ووجه : ووجها م (١٥) العالية : الغالبة م.
(١٦) عما : عن م (١٧) والتأثر : والثاني م.