الفصل الثاني (١)
فى مذاهب وشكوك فى أمر النور والشعاع. وفى
ان النور ليس بجسم بل هو كيفية تحدث فيه (٢) (٣)
من (٤) الناس من ظن أن النور الذي يشرق من المضيء على الأجسام ليس كيفية تحدث فيها بل (٥) أجساما صغارا تكون منفصلة من المضيء فى الجهات ملازمة لأبعاد مفروضة عنه تنتقل بانتقاله فتقع على الأجسام فتستضيء بها. ومن الناس من ظن أن هذا النور لا معنى له البتة وإنما هو ظهور من الملون ، (٦) بل من الناس من ظن أن الضوء فى الشمس ليس إلا (٧) شدة ظهور لونها ، لكنه يغلب البصر.
فيجب علينا أولا (٨) أن نتأمل الحال فى هذه المذاهب. فنقول : إنه لا يجوز أن يكون هذا النور والشعاع الواقع على الأجسام من الشمس والنار أجساما حاملة لهذه الكيفية المحسوسة ، لأنها إما أن تكون شفافة فلا يخلو إما أن يزول شفيفها بتراكمها كما تكون الأجزاء الصغار من البلور شفافة ويكون الركام منها غير شفاف ، وإما أن لا يزول شفيفها. فإن كانت شفافة لا يزول شفيفها لم تكن مضيئة ، إذ قد فرغنا من الفرق بين الشفاف وبين المضيء ؛ وإن كانت تعود بالارتكام غير شفافة كان ارتكامها يستر ما تحتها ، وكلما ازدادت ارتكاما ازدادت سترا ، والضوء كلما ازداد ارتكاما ـ لو كان له ارتكام ـ
__________________
(١) الفصل الثاني : فصل ٢ ف.
(٢) فى مذاهب ... تحدث فيه : فى أن النور ليس بجسم بل هو كيفية تحدث فيه وفى مذاهب وشكوك فى أمر النور والشعاع ف.
(٣) وفى أن ... فيه : ساقطة من د ، م.
(٤) من (الأولى) : ومن ك.
(٥) بل : + هو ك.
(٦) الملون : اللون م.
(٧) إلا : + من ك.
(٨) أولا : ساقطة من م.