فالمدركة (١) من خارج هى الحواس الخمس أو الثاني. فمنها البصر وهى قوة مرتبة فى العصبة المجوفة تدرك صورة ما ينطبع فى الرطوبة الجليدية من أشباح الأجسام ذوات اللون المتأدية فى الأجسام الشفافة بالفعل إلى سطوح الأجسام الصقيلة. ومنها السمع وهى قوة مرتبة فى العصب المتفرق (٢) فى سطح الصماخ تدرك صورة ما يتأدى إليها من تموج الهواء المنضغط بين قارع ومقروع مقاوم له انضغاطا بعنف يحدث منه (٣) صوت فيتأدى تموجه إلى الهواء المحصور الراكد فى تجويف الصماخ ، ويحركه بشكل حركته ، وتماس أمواج تلك الحركة العصبة (٤) فيسمع. (٥)
ومنها الشم وهى قوة مرتبة فى زائدتى مقدم الدماغ الشبيهتين بحلمتي الثدى تدرك ما يؤدى إليها (٦) الهواء المستنشق من الرائحة الموجودة فى البخار المخالط (٧) له أو الرائحة (٨) المنطبعة فيه بالاستحالة من جرم ذى رائحة.
ومنها الذوق وهى قوة مرتبة فى العصب المفروش على جرم اللسان تدرك الطعوم المتحللة من الأجسام (٩) المماسة له المخالطة للرطوبة العذبة التي فيها (١٠) مخالطة محيلة.
ومنها اللمس وهى قوة مرتبة فى أعصاب جلد البدن كله ولحمه تدرك ما يماسه (١١) ويؤثر فيه بالمضادة المحيلة للمزاج أو المحيلة لهيئة التركيب. ويشبه أن تكون هذه القوة عند قوم لا نوعا أخيرا ، بل جنسا لقوى أربع أو فوقها منبثة معا فى الجلد كله ، (١٢) وإحداها حاكمة فى التضاد الذي بين الحار والبارد ، والثانية (١٣) حاكمة فى التضاد الذي بين الرطب واليابس ، والثالثة (١٤) حاكمة فى التضاد الذي بين الصلب واللين ، والرابعة حاكمة فى التضاد الذي بين الخشن والأملس. إلا أن اجتماعها فى آلة واحدة يوهم تأحدها فى الذات.
__________________
(١) فالمدركة : والمدركة د ، ف ، م.
(٢) العصب المتفرق : العصبة المتفرقة ك.
(٣) منه : عنه ف.
(٤) العصبة : العصبية د ، ك
(٥) فيسمع : ساقطة من د ، م.
(٦) إليها : إليه د ، ك.
(٧) المخالط : المخالطة م
(٨) رائحة : الرائحة م.
(٩) الأجسام : الأجرام ف.
(١٠) فيها : فيه ف.
(١١) ما يماسه : مما يماسه م.
(١٢) كله : كل د.
(١٣) والثانية : والثالثة م
(١٤) والثالثة : والثانية م.