النفس (١) من حيث القوى الخاصة لها فى حيوانيتها وإنسانيتها ، فربما قنعت بما ذكرناه. وللنفس النباتية قوى ثلاث : الغاذية وهى قوة تحيل جسما غير الجسم الذي هى فيه إلى مشاكلة الجسم الذي هى فيه فتلصقه به بدل ما يتحلل عنه. والقوة المنمية وهى قوة تزيد فى الجسم الذي هى فيه بالجسم المتشبه به زيادة متناسبه فى أقطاره طولا وعرضا وعمقا لتبلغ (٢) به كمال النشوء. والقوة المولدة وهى قوة تأخذ من الجسم الذي هى فيه جزءا هو شبيهه بالقوة فتفعل فيه باستمداد أجسام أخرى تتشبه به من (٣) التخليق والتمزيج ما يصيره (٤) شبيها به بالفعل.
وللنفس الحيوانية بالقسمة الأولى قوتان : محركة ، ومدركة. (٥) والمحركة على قسمين : إما محركة بأنها باعثة على الحركة ، وإما محركة بأنها فاعلة.
والمحركة على أنها باعثة هى القوة النزوعية الشوقية ، وهى القوة التي إذا ارتسمت فى التخيل الذي سنذكره بعد صورة مطلوبة أو مهروب عنها بعثت القوة المحركة الأخرى التي نذكرها على التحريك ، ولها شعبتان : شعبة تسمى قوة شهوانية وهى قوة تبعث على تحريك تقرب (٦) به من الأشياء المتخيلة ضرورية أو نافعة طلبا للذة. وشعبة تسمى (٧) غضبية وهى قوة تبعث على تحريك تدفع (٨) به الشىء المتخيل ضارا أو مفسدا طلبا للغلبة. وأما القوة المحركة على أنها فاعلة فهى قوة تنبعث فى الأعصاب والعضلات من شأنها أن تشنج العضلات فتجذب الأوتار والرباطات المتصلة بالأعضاء إلى نحو جهة المبدأ وترخيها (٩) أو تمدها طولا ، فتصير الأوتار والرباطات إلى خلاف جهة المبدأ.
وأما (١٠) القوة المدركة فتنقسم قسمين : منها قوة تدرك من خارج ، ومنها قوة تدرك من داخل.
__________________
(١) النفس : الأنفس ف.
(٢) لتبلغ : ليبلغ ف.
(٣) من : ساقطة من م.
(٤) ما يصيره : ما يصير د.
(٥) ومدركة : ومدورة م.
(٦) تقرب : يقرب ف.
(٧) تسمى : + قوة ف.
(٨) تدفع : يدفع ف.
(٩) وترخيها : أو ترخيها د ، ف.
(١٠) وأما : فأما م.