قائمة الکتاب
«سورة النازعات»
«سورة عبس»
«سورة التكوير»
«سورة الأنفطار»
«سورة المطففين»
«سورة الانشقاق»
«سورة البروج»
«سورة الطارق»
«سورة الأعلى»
«سورة الغاشية»
«سورة الفجر»
سورة البلد
سورة الشمس
سورة الضحى
سورة الانشراح
سورة التين
سورة العلق
سورة القدر
سورة البينة
سورة الزلزال
سورة العاديات
سورة القارعة
سورة التكائر
سورة العصر
سورة الهمزة
سورة الفيل
سورة قريش
سورة الماعون
سورة الكوثر
سورة الكافرون
سورة النصر
سورة اللهب
سورة الاخلاص
سورة الفلق
سورة الناس
إعدادات
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٣٠ ]
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٣٠ ]
تحمیل
في البرزخ والمعاد سوف يعطيك ربك ما يرضيك ، وينسيك أتعابك في سبيل مرضاته ، فيتوّجك تاج الكرامة بين المكرمين وفوقهم ، تاج الشهادة والشفاعة :
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) :
فهل إن الرسول ما كان راضيا عن ربه حتى يرضيه بعطائه رضى العبيد؟ نقول : إنه كانت حياته الرضا عن الله ، ولكنه لما أحتبس عنه الوحي ظنّه عن تقصير منه أو قصور ، فسخط على نفسه ، ثم بعطاء الوحي بعد انقطاعه رضي ، وثم بهذه الكرامة الوحيدة له من ربه زاد من ربه رضى ، فإن الله يعطي من يعطيه كما يرضى هو ، لا المعطى له ، وهنا الرسول يختص بهذه المكرمة الربانية ، أن أصبح عطاء الله له كما يرضاه صلّى الله عليه وآله وسلّم تخصيصا له عن جميع الصالحين! ، وهنا تمتاز آخرته عن سواه ميزة أخرى : «فترضى» كما أوحى إليه : (خَيْرٌ لَكَ) خيرية خاصة لك دون من سواك! وقد روي عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أنها الشفاعة (١) ، ولا ريب أنها من رضاه ومن أعلاه وأولاه ، شفقة على أمته الذين تؤهل لهم ، لا المسمون بها وليسوا منها.
(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى. وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى. وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى).
فالذي آواك بعد يتمك ، وهداك بعد ضلالك ، وأغناك بعد عيلولتك ، هو
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٣٦١ عن حريب بن شريح عن الباقر (ع) ان أرجى آية في كتاب الله (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) وهي «الشفاعة» وفيه ايضا عن جابر بن عبد الله قال : دخل رسول الله (ص) على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل فلما نظر إليها قال : يا فاطمة! تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا ، فأنزل الله (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى).