(تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٥٥ : ٧٨) (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) (٦٢ : ١))(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ)(اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) (٣٣ : ٤١) (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) (٧٣ : ٨).
فما هو تسبيحه؟ وما هو تسبيح اسمه؟
التسبيح هو التنزيه عما لا يليق ـ أيا كان ـ في ذاته تعالى أو صفاته أو أفعاله ، فتسبيح الذات هو تقديسها عن ذوات الممكنات ، فذاته خلو من ذوات المخلوقين ، كما أن ذواتهم خلو من ذاته : «لا هو في خلقه ولا خلقه فيه ، هو حلو من خلقه وخلقه خلو منه» (١) ، فلنذكر ذاته القدسية ونسبّحها ونباركها كما هو أهله ومستحقه.
ثم الاسم منه لفظي ، ومنه وصفي ، ومنه عيني ، فإذا نذكره باسم لفظي ليدل عليه ، فلنسبّح اسمه عن أسماء المخلوقين ، الدالة على النقص والحدوث : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) (٧ : ١٨٠) (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ. إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (٣٧ : ١٥٩) : فإنهم لا يصفونه ويسمونه إلا بما وصف به نفسه وسماها.
وأسماؤه الوصفية هي صفاته تعالى ، ذاتية وسواها ، فلنسبّحه في صفاته عن صفات المخلوقين ، مهما تشابهت التعابير ، فلا نعني من : أنه تعالى عليم قدير حي ، ما نعنيه من مفاهيم ومعاني في خلقه ، بل : أنه لا يجهل ولا يعجز ولا يموت ، فليس لنا إلا السلب ، نعني به إيجاب سواه ، رغم أننا لا نحيط به علما.
وأسماؤه العينية هي خلقه كما خلق وهدى ، لا بما غيّروا بأنفسهم : فمن أسمى هذه الأسماء هم أطيب الطيبين من المعصومين المكرمين ، محمد وآله الطاهرين ، فإنهم من هذه الأسماء الحسنى ، كما وعلمهم الله آدم دون ملائكته :
__________________
(١) عن الامام الرضا (ع) التوحيد للصدوق.