ومسجلة الأرض وفضائصها ، وأمثالها من مسجلات عارفة عالمة أو سواها (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها).
هذه هي كتابة الأعمال كما يشهد بها الاعتبار وتشهد بها الآيات والروايات ، لا نقش الحبر على الورق إذ لا حجة فيه ، وكما عن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام : «.. فإذا فعلها (الحسنة) كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها له ..» (١).
أجل ، وإنه كتاب ورقه اللسان القائل ، والأعضاء العاملة ، وريقه نفس القول والعمل ، والكرام الكاتبون ـ الحفظة منهم ـ الملائكة الموكلون بالمكلفين ، يحفظونه من أمر الله ويحفظون له وعليه أعماله بإذن الله.
* * *
(إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (١٦) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ)(١٩)
__________________
(١) نور الثقلين ٥ : ٥٢٤ ، أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبيه (ع) قال : سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة ، فقال (ع) : ريح الكنيف والطيب سواء. قلت : لا ، قال : إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح ، فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال : قم فإنه قد هم بالحسنة ، فإذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها له ، وإذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح ، فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين : قف فإنه قد هم بالسيئة ، فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها عليه.