الرَّجْعِ) (٨٦ : ٩) : ترجع بأنجمها إلى ما كانت عليه : «الدخان»: (.. ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ : ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ، قالَتا : أَتَيْنا طائِعِينَ ، فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٤١ : ١٢).
أجل ـ وإن هناك انكدارا وانتثارا وانطماسا ، فالكواكب تنتثر ، والنجوم تنطمس وتنكدر ، وهذه حوادث جل وطامات كبرى تقضي على السماء وكراتها حيث الطمس هو المحو وإزالة الأثر.
إن النجوم والكواكب لا تنحصر فيما نراه في السماء بالعيون المجردة أو بواسطة المراصد الفلكية ، انها هي العوالم السماوية كلها ، التي لا يعلم عددها ومواضعها إلا الله ، فوراء ما نرى منها بمراصدنا مليارات من الفضاءات والمجرات لا نعرف لها عددا ، فمنها ما هي بعيدة عنها بما لم يصلنا ضوؤها منذ خلقت ، وبعد مليارات السنين ، والضوء يسير كل ثانية ٠٠٠ ، ٣٠٠ كيلومترا ، فيا لها غورا وبعدا عنا!
ومنها ما انقرضت قبل أن يصل إلينا ضوؤها ، وعلّ منها ما لن يصل إلينا ضوؤها إلى حين انكدارها وانتثارها ، ومنها ما لم تخلق بعد : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (٥١ : ٤٧). إنه تعالى دوما في توسيع المملكة السماوية وحتى القيامة الكبرى ، ومن ثم سوف يخلق عوالم أخرى ، ف (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (٥٥ : ٢٩).
(وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) :
.. (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) : إن هذه الجبال الرواسي الأوتاد سوف تصبح كالسراب ، تحملها القدرة الإلهية وأرضها حمل التدمير : (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً) (٦٩ : ١٤) بعد ما كانت تحملها قبل قيامتها حمل التعمير : (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ